دائماً ما نجد أن الحياة قصيرة ، فمهما طال الوقت فهي قصيرة جداَ ، ولكن مع الأسف لا ينظر أحدنا إلي نهايته ، بل ينظر إلي الحياة الحالية ، كيف يعيشها ويستمتع بكل لحظة ، متناسياً نهايته ، وفي بعض الأحيان ، متناسياً ضميره وعقله ، ومتجه في الأتجاه الخاطئ كيفما يشاء شيطانه أن يوجهه.
وما دفعنا لكتابة هذه المقالة ما وصل إليه حال الأمة الإسلامية والعربية الآن من تدني في الأخلاق ، فأصبح الوضع الأخلاقي سيء للغاية ، ولا ينظر أحد إلي أي شيء غير مصلحته الشخصية ، متناسياً في هذه اللحظات أن الله يكتب لنا ما نقول وما نفعل ، وأن الحياة تسير في اتجاه النهاية مثل القطار الذي لا يتوقف إلا في آخر المحطة.
سترحل ويرحلون :
نعم سنرحل جميعاً ونذهب إلي نهايتنا الحقيقية في الحياة ، وهي الموت ، وهم سيرحلون ؟؟ من هم ؟؟ أنهم من أخطئنا في حقوقهم ولهم حقوق علينا ، ونحن تعدينا تلك الحدود ، فأصبح في أعناقنا حقوق لغيرنا بسببنا ، وبسبب لهفتنا على الحياة ، التي جعلت منا ، كائنات تعيش ولا تعرف الحق ولا الدين ولا الضمير.
فنحن سنرحل ، وتلازمنا أعمالنا ، فمن عمل صالحاً بقي له صلاحه ، ومن عمل سيئاً أيضاً بقيت معه هذه الأعمال ، فالله عز وجل عدل لا يقبل إلا العدل ، فسوف يحاسب كل إنسان على عمله ، إلي أن يأخذ كل إنسان نصيبه بالكامل ، فقد حذر الله من الظلم ومع ذلك فالناس يظلمون بعضهم البعض ، مع علم الناس ان الظلم عقابه مضاعف في الآخرة إن لم ترد الحقوق لأصحابها في الدنيا .
الأمر في غاية الأهمية ، وأيضاً في غاية الصعوبة ، فليس هيناً بأي حال من الأحوال أن اظلم وأسب وأشتم وأغتاب وأنم ، وتمر الأمر هكذا لكي يضحك هؤلاء ويتسلى هؤلاء بكلماتي ، فليس الخلوق ولا المتأدب مع الله من يكون بهذه الأخلاق.
عملك هو من سيبقى في صحيفتك :
نعم انه عملك الذي سوف يبقى بعد رحيلك ، فأما أن تكون في أمان من عذاب الله ، على الأقل فيما يخص العباد ، وأما أن تكون على استعداد للقصاص منك في الآخرة ، وسيأخذ كل مظلوم حقه منك ، سواء قمت أنت بسبابه أو شتمه في وجهة أو ظهره ، أو قومت بغيبته أو نميمته ، فاللسان واليد والعين ، سيجعلوك تحاسب أمام الله.
فيجب على الإنسان أن يحرص على النجاه من هذا المصير ، بأن يسير كما أراد الله وكما أرشدنا الرسول صلى الله عليه وسلم إلي ذلك ، فيجيب على الإنسان أن يعي هذه الأمور بشكل من الجدية ، ويجب أن يعلم أن الأخلاق السيئة لن تفيدك أبداً ، فستصبح مذموماً مكروهاً من الناس ، وتستصبح حامل جبال من السيئات بسبب أعمالك فأحذر.
فيديو توضيحي عن هذا الأمر ، سترحل ويرحلون:
فيديو توضيحي عن هذا الأمر ، سترحل ويرحلون:
المصدر
كتب هذه المقالة : أحمد محمد عبد المنعم
كتب هذه المقالة : أحمد محمد عبد المنعم
ليست هناك تعليقات
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات